ريثما يحين الوداع

من طرف **osama obeide** 19/8/2010, 6:40 am

ريثما يحينُ موعدُ السفر, ونلقي نظرة الوداع الأخير على هذا العالم المتناقض

ريثما ترسو سفينة القدر على شاطئ الحياة, ويطلق البحّار شارة الرحيل إلى مكانٍ مجهول الهوية.‏

ريثما يتقاطرُ الأحبة, ويجتمع الأهلُ, وتبلل دموع الفراق رموشاً أذبلها الألم, وخدوداً صفّرها الأسى, وشفاهاً ظلّلها الحزنُ بسواد الصمت.‏

ريثما يخيّمُ القهرُ على ياسمين الدار, وتكسر رياحُ الموت غصناً من أغصانِ شجرة العائلة. ريثما.... ريثما‏

دعونا نغازلُ الشمسَ, ونعشقُ القمر..‏

دعونا نداعبُ البحر- نعانق الموج بعيداً عن رمال الشطآن , ونحفرُ على لوحٍ من خشب قصيدة السلام لنرسلها إلى كلِّ أصقاع الأرض عسى أن توقظ في بعض الناس مشاعر نبيلة قتلتها الأطماع ودفنتها في قلوبٍ سوَّدها الحقد والحسد والجبروت.‏

دعونا نرنو إلى النجوم المتلألئة في سماء اتسعت لها جميعها علّنا ندرك أنه باستطاعتنا أن نسمو جميعنا, وأنَّ الأرض تتسع لنا جميعاً.‏

دعونا نراقبُ الطيور تعيش بلا حدود أو قيود, ونتعلم منها كيف نجتاز الحدود, ونحطم قيوداً فرضتها علينا أباطرة الشر والظلم والعدوان, وأنظمة الغدر والقتل والاحتلال.‏

دعونا نتنفس عبق التسامح.‏

دعونا لانضيّع أوقاتنا بالمكر والنميمة والفساد, لأنَّ الأيّام المحدودة لنا في هذه الحياة تستحق منّا أن نعيشها, جميلة, راقية, هادئة, إن لم يكن لأجلها فلأجلنا وأجل أولادنا وأحفادنا.‏

دعونا نعيش على طبيعتنا بلا تزلّف ولاتملّق أو رياء, كالرياحين تتضوع عطراً كلّما لامستها الأكفّ النظيفة.‏

دعونا نتعرى من أقنعتنا ونلقي بأصبغة شعورنا في قاع النسيان لنعطي نفوسنا فرصة التأكد من عواطفها ومشاعرها.‏

دعونا نتحرر من خوفنا وجهلنا لنكون أكثر قدرة على العطاء والوفاء وأكثر صدقاً في أقوالنا وأفعالنا.‏

وخير زادٍ لنا في سفرنا دعوات الناس لنا, وشرّهُ دعوات الناس علينا. فهل سنفعل!!.